إن من دوافع العفة و الاستعفاف ما يمكن تلخيصه فيما جاء به شيخنا ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى حين أجملها في النقط التالية:
* ترك الشهوات إجلالا للجبار ثم الرغبة في الحور الحسان في دار القرار فإن من صرف استمتاعه في هذه الدار إلى ما حرم الله عليه منعه من الاستمتاع بالحور الحسان هناك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يلبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة و من شرب الخمر لم يشربها في الآخرة
.* ترك الشهوات لمجرد الخوف من العقوبة .
* ترك الشهوات إبقاءا على محبته و خشية ذهابها بالوصال.
* ترك الشهوات رغبة في جميل الذكر وحسن الأحدوثة.
* ترك الشهوات من كرم الطبع وشرف النفس وعلو الهمة
.* ترك الشهوات لذة في الظفر بالعفة فإن للعفة لذة أعظم من لذة قضاء الوطر لكنها لذة يتقدمها ألم حبس النفس ثم تعقبها اللذة و أما قضاء الوطر فبالضد من ذلك
.* ترك الشهوات علما بما تعقبه اللذة المحرمة من المضار و المفاسد و جمع الفجور
.* ترك الشهوات من معرفة ما في خلاف العفة من الخنا و الفجور و الفواحش و الآثام و الآلام
ترك الشهوات خوفا من ذهاب حرمة فاعلها و سقوطه من عين ربه و من أعين عباده.
* ترك الشهوات خوفا من سلب أحسن الأسماء و هو اسم العفة و البر و العدالة و يعطيه أضدادها كاسم الفاجر و الفاسق و الزاني و الخائن.
* ترك الشهوات خوفا من الوحشة التي يجعلها الله في قلب العاصي.
* ترك الشهوات خوفا من قلة الهيبة التي تنزع من صدور أهله و أصحابه وغيرهم بخلاف العفيف فهو يرزق الحلاوة و المهابة
.* ترك الشهوات خوفا من ضيق الصدر و رائحة الذنوب التي يشمها كل ذي قلب سليم. فانظر إلى نفسك أخي و أنت أخيتي يا من تبحثان عن العفة و الطهارة عن الدوافع التي قد تسهل عليكما سلوك طريق العفة و لا نجد أقوى من دافع مراقبة الله سبحانه و تعالى لك و إنه شهيد عليك و لا يخفى فلنتذوق حلاوة
"الله رقيبي الله ناظري الله شاهد علي"
فإن أكثرت منها وجدت حلاوتها في قلبك و أصبحت جوارحك تراقب مولاها عند كل حركة